ولا حتّى الموت يبقى.
كلّ شيءٍ ينتهي لأن يكون غبارًا.
ولكنّ الكهفَ حفِظَ قبورَه.
هنا، يتراصّ
كلُ واحد ومعه ما يميّزه.
العظام هي مالكة التاريخ السريّ.
هنا نعرف ما هو طعم الموت
هنا نعرف ما يعرفه الموت
الحجر وهبَ حياةً لهذا الموت
الحجر أصبح حمم من الموت.
كلُّ شيء ميّت،
في هذا الكهف، لايعيشُ حتّى الموت". *
تركت
روح خوسيه إيميلو باتشيكو هذا العالم في السادس والعشرين من الشهر الماضي.
باتشيكو المكسيكي مولدًا وهوىً، عبرت روحه خفيفة تاركة في نفوس من عرفه
ثقل الموت الذي يخطف من نظنّ أنّه سيستثنيهم. وُلد باتشيكو في يونيو 1939
في مكسيكو سيتي، وأمضى بها معظمَ الأربع وسبعين سنة التي قضاها على هذه
الأرض. كتبَ الشعر كما يتنفس والمقال كما يفكّر وحكي حكايات له وترجم عن
آخرين. يعتبره النُقّاد من أهم أدباء القرن العشرين ويعتبره المكسيكيون
رمزًا مهمّا وملهمًا لهم. مصدر هذا الإلهام ليس فقط كون باتشيكو كان شاهدًا
على مراحل مهمّة في تاريخ بلدهم –البعيدة عنّا-، ولكن لأن باتشيكو كان
يتحيّز في الأساس لكل ماهو عاديّ ويوميّ. كان يتحيّز لهم.
عندما
بدأ نيكانور بارّا في النصف الأوّل من القرن الماضي ما أسماه حركة اللا
شعر، كان يريد أن يخلقَ قصيدة قريبة من الرجل العاديّ، لا تضمّ بين أبياتها
الزخرفات اللغويّة المبالغ فيها؛ بعبارة أخرى، كانَ يُريد تأسيس قصيدة
تنحاز للجمال في العاديّ وليس الاستثنائيّ. وأخذ باتشيكو عنه هذا الحماسة
نحو الجمال في العاديّ وقبل كل شيء نحو القاريء العاديّ. عند باتشيكو، لا
جماليّات تُفقد النص فطريته. أراد أن يخلقَ قصيدة يحفر بها طريقًا في غابات
الفن الموحشة التي لا يطرقها سوى النخب. في جنازته، حضر رموز السياسة
والثقافة، ولكن حضر أيضًا رجال من هؤلاء الذين أحبّهم دون أن يعرفهم، وضعوا
أكاليل على نعشه وانصرفوا صامتين.
منذ أن
بدأ باتشيكو رحلته نحو عالم الأدب قبل ستّين عامًا من وفاته لم يتوقّف
أبدًا عن الكتابة والتعديل والترجمة؛ لم يتركَ مجالا إلا وخاضه؛ كتبَ شعرًا
ومقالا ونقدًا ورواية وقصّة قصيرة. لم يتوقف عن الكتابة، كما لم يتوقف عن
القراءة وعن المشاركة في الحياة الأدبيّة بكلّ ما تحمله له. أسس مجلات ورأس
الكثير وكتب في أكثر. نشر أربعة عشر كتابًا، وفي عام 2000 نشر كتاب
"متأخرّا أو قبل الميعاد" الكتاب الذي يضم ست كتب الشعر الأولى في إنتاجه:
"عناصر الليل"، "سكون النيران"، "لا تسألني كيف يمر الزمن"، "ستذهب ولن
تعود"، جزرٌ على الجُرف"، "منذ ذلك الوقت"- ولحقهم "أعمال البحر"، "أنظرُ
إلى الأرض"، "مدينة الذكرى" – ومجلّد لأعماله الشعريّة يضم مقاربات يخصصها
لشعراء آخرين كعزرا باوند وإليوت. له روايتان: "ستموت بعيدًا" و"معارك
الصحراء" – وله ثلاث مجموعات قصصيّة: "دم ميدوسا" و"الريح البعيدة" و"أوّل
السعادة". ترجمَ إلى الإسبانيّة أعمالا لتي إس إليوت وصمويل بيكيت وتينيسي
ويليامز وأوسكار وايلد، وشارك في وضع موسوعات للشعر. ونال في حياته ما
يستحق من التكريم: جوائز عديدة أهمّها جائزة "ثيربانتس" في 2009 وهي
الجائزة الأهم التي تمنح لكاتب يكتب بالإسبانيّة، وجائزة الملكة صوفيا
للشعر الإيبيروأمريكي. كرمته بلده المكسيك أكثر من مرّة؛ وأقيم حفل وداعه
في المدرسة الوطنيّة التي ظلّ عضوًا فيها منذ عام 1986 وحتّى وفاته.
"نحن هنا، لأن من سبقونا قد اختفوا. ونحن نذهب حتّى يحتلّ آخرون أماكننا".
ولد
باتشيكو في العام الذي نشبت فيه الحرب العالميّة الثانيّة، الإرث الإنساني
الثقيل الذي يحمله كلّ البشر. وهو نفس العام الذي انتهت فيه الحرب
الأهليّة الإسبانيّة، الإرث الآخر الأثقل على أكتاف كتّاب أمريكا اللاتينية
تحديدًا. لم يكن قد مرّ وقتٌ طويل على استقلال دول أمريكا الجنوبيّة،
ولكنّه كان كافيًّا لكي تبدأ ملامح كلّ بلد في التشكّل. صراع خلق هويّة
"لنا". هوسٌ بالعودة لأدبيات بدايات الإستعمار، وهوسٌ بالتمجيد في هذا
البلد الذي عليه أن يُصبحَ وطنًا. التشبثُ بالتاريخ والتعلّق بالتراث. وحيث
يتغنّى الجميع بالوطن الجميل، يقتحم القرن العشرون المشهد بمدنيته. مدنٌ
جديدة كثيرة وكبيرة. التمدن يطلّ برأسه ويدفع بالجميع إلى تروس آلة العمل.
تتغيّر نظرة المرء نفسه وإلى الوقت، كيفَ يمرّ؟ الأرض فقدت ملمحها الرعوي
وفقدت صفات ألوهتها وانضمام الكلّ حولها. لكنّ أحدًا أيضًا لم يجد العزاء
في المدينة الصاخبة. لكنّ حركات الفن الطلائعيّة بنظرتها النقديّة للتاريخ
تركت متنفسّا لفنٍ جديد يفرض نفسه بعيدًا عن تراثيات العصور القديمة.
وباتشيكو ورثَ كلّ هذا.
يتأرجع شعر باتشيكو
بين ما هو فلسفيّ تأمليّ وبين ما هو نقديّ وساخر. طغت النبرة الفلسفية على
بدايات أعماله، "عناصر الليل" و "سكون النيران". يجاورُ التاريخُ الزمن؛ في
ثِقَلُه ومروره، في الأطلال التي يتركها خلفه، في هشاشة ما يفعل الإنسان.
والتاريخ؛ زورُه ومغالطاته، ما خفي عنّا فيما وصَلَنا والدمار والجرائم؛
إرثنا المشترك. يقول في "عناصر الليل":
لا شيءَ يُستعاد، لا شيء يمنح
الخُضرة إلى الوديان المتفحمّة،
ولا الماء في منفاه
سيعود إلى المنبع،
ولا عظام النسرِ
ستعود إلى أجنحته.
الزمن
هو الموضوع الأساسي الذي يشغل باتشيكو. بأسلوبه الشعبيّ والحواريّ، الواضح
والمضادّ للبلاغة المفرطة، يحلل في كلّ قصيدة ملمحًا ممّا هو يوميّ،
جامعًا في أبيات قصيرة قيم الإنسان الأخلاقية والإجتماعيّة. كيف يمر الزمن؟
لماذا؟ الزمن الذي يشغلنا بأشياء صغيرة، وفي غفلة منّا، تكبر، وتذهب إلى
نهايتها. والمدينة التي تبتلع الجميع في دوامات حركتها. في "لا تسألني كيف
يمرّ الزمن" يقول:
افتح ذاك الباب
أضيء النور. اقترب. الوقت متأخّر.
لكنّ الوقت المناسب لا يأتي. لم يصل.
سنذهب. تأخّر الوقت. لقد تأخرنا جدّا.
لدينا وقتٌ على الرغم من هذا. اليوم أو غدًا.
صافحني. لا تُرى. ظُلمة.
أعطني يدك من فضلك. أراكَ لاحقًا.
المدينة
المتسارعة ترزح بهشاشتها فوق أرواح قاطنيها. لا أحد يرى أحدًا. لا وقت
للرؤيّة. نحنُ دائمًا متأخرّين، وعلينا اللحاق بما تأخرّنا عليه. نلهث،
ونركض من موقع لموقع، ونترك أرواحنا دون أن تتصافح، يحول بينها اغتراب
المكان. كلّ شيء يحدث بسرعة أكبر من قدرتنا على الإدراك. ما يستحق الوقوف
عنده، يستحق اقتناصه؛ إن ضاع اليوم قد لا نملك الغد. في موضع آخر من ذات
الكتاب يقول:
كما الرموز التي تمرُّ عبر شاشة التليفزيون
وتختفي، هكذا مرّت حياتي
كما السيارات التي تمرّ مسرعة على الطُرُق
تصاحبها ضحكات الفتيات وموسيقى الراديو.
الجمال مرّ سريعًا، كنماذج
السيّارات الخاصّة بالعرض
وكأغاني الراديو التي أصبحت موضة قديمة.
تتراجع
الطبيعة من شعر باتشيكو تدريجيّا وتتركَ مكانها لمفردات المدينة.
للسيّارات السريعة وأغاني الراديو التي تتحوّل لموضة فائتة. ويتراجع اليقين
في العدل مع كلّ هذا الظُلم الذي مرّ على الأرض. "لا تسألني كيف يمرّ
الوقت" هو في الحقيقة أسئلة عن موقع الإنسان في هذه الحياة التي صنعها، عن
أيّامه التي تمضي غير عابيء بها، وعن الاغتراب في وسط كلّ هؤلاء البشر.
خيانة عظمى
يُحبّ شباب المكسيك قصيدة باتشيكو المعنونة "خيانة عظمى". يحفظونها ويرددونها. تقول القصيدة:
لا أحبّ وطني
مجده المجرّد
يراوغني
ولكن (وهذا يبدو سيئًا)
قد أهب حياتي
لعشرة أماكن يمتلكها،
لأناسٌ بأعينهم،
لموانيء، لغابات صنوبر،
لحصون،
لمدينة محطمّة،
رماديّة، موحشة،
لعديد من رموز تاريخها،
لجبال،
ولثلاثة أو أربعة أنهار.
ماذا
يقصد باتشيكو بـ "مدينة محطمّة"؟ هل يقصد المدن التاريخية في المكسيك التي
انهارت؟ هل يقصد المدنَ التّي دمرتّها الحروب؟ أم هل يقصد المدينة الجديدة
الرماديّة من عوادم مصانعها وسيّاراتها؟ سيحتاج القاريء أن يقرر في أي بلد
يقف وهو يقرأ القصيدة، في أي زمنٍ، سيحتاج أن يعلنَ انتماءه لبلد واحدة
على الأقل، ومن ثم يبحث عن مدنها المحطمّة ويفسرّها. لكنّ باتشيكو كان يحبّ
بلده. ربمّا لا يحبّ ما يروّجونه عنها. لا يحب ما يريد منه الآخرون أن
يعرفَ عنها. يغلق عينيه دون البهاء والنور المُطلقين، ويصبو نحو الهامش،
نحو العاديّة. يتطلّع إلى الأشياء التي يُكسبه وجودها وجودًا، ويشعر معها
بالانتماء.
وباتشيكو كان محبّاً لبلده
ومحبّا للكتابة، فاختار أن يكون شاهدًا على تاريخها؛ أن يكتبه. في قصيدة له
بعنوان "إلى من يهمّه الأمر"، يوضّح علاقته بالكتابة فيقول:
بالنسبة لي، تهمني فقط الشهادة
على لحظة مراوغة، الكلمات
التي تُشبه في تدفقها الزمن في طيرانه
الشعر المرجوّ مثل اليوميّات
لا يوجد فيها غاية ولا وسيلة.
التوثيق
إذن كان شاغله ومحرّكه. أراد أن يوثّق بلغة المرءِ العاديّ ما شهده. أراد
أن يضمَّ التاريخ المخفيّ في شعره. وفعل. خصص حياته كلّها للكتابة، وكتب
عمّا استطاع. والتاريخ يكرر نفسه؛ تتكرر مشاعر صانعيه، أحلامهم، همومهم،
انتصاراتهم وهزائمهم. لذلك، سيمكن قراءة باتشيكو في أي وقت وفي أي مكان،
وسيجد القاريء دومًا عنده، بلغة قريبة إليه، ما يشغل باله. الشعر عنده كان
قول المألوف بجمال، وقصر الجمال على ما يحتاجه.
"كلّ شيٍ يمضي"
إن
كان شعر باتشيكو يميّزه الاقتصاد في العناصر التجميليّة وارتباطه
الاجتماعي ببلده، وارتعاشته بين الزمن والموت، فإن أعماله الروائية تتميّز
في المقابل بتجريب بنيات وتقنيّات سرد جديدة. تشغله عند الحكي مواضيع تميّز
فترة الطفولة وضياعها، والعلاقات الإنسانية. ولكنّ وطنه يعود هنا ويظهر
هنا مرّة أخرى. باتشيكو كان شديد الارتباط ببلده وبواقعها وبتاريخها،
وينطلق منها للكتابة؛ وحتّى للحياة. عُرف عنه تعلّقه بالناس، واستعداده
لخدمة من يطلب. خصص حياته كلّها للحكاية التي لا تنتهي: الكتابة، وإعادة
الكتابة.
في عام 1981 نشر رواية "معارك
الصحراء"، والتي يعيد فيها خَلْق مكسيك عام 1948. العام الذي أعلنت فيه
إسرائيل وجودها، ودخل الشرق الأوسط مرحلة الصراع المباشر. نفس العام يشكّل
فترة مهمّة في تحوّل المكسيك من القرويّة إلى المدينيّة. في الرواية،
كارلوس، ذو الثمانية أعوام، يحبّ أمّ صديقه الشابّة: ماريانا. يعرف الجميع
قصّة حبّه المستحيلة فيتحوّل الأمر لفضيحة وتختفي الأم. يقولون إنّها
انتحرت، وتنتهي الرواية بمشهد انتهاء عالمٍ:
"يهدمون
المدرسة، يهدمون مبنى ماريانا، يهدمون منزلي، يهدمون حي لا كولونيا روما.
تنتهي هذه المدينة. انتهى هذا البلد. لا يذكر أحد مكسيك تلك السنوات. ولا
أحد يهتمّ: وسط هذا الرعب، من يمكنه أن يشعر بالحنين. كلّ شيء يمضي كما
تتغيّر الأسطوانات في صندوق الموسيقى. لن أعرفَ أبدًا إن كانت ماريانا قد
عاشت أصلا. لو عاشت، سيكون لديها الآن ستّين سنة".
البراءة
المفقودة. المجتمع المزدوج. التظاهر بالدفاع عن الأخلاق. التاريخ الضائع.
الذكريات الممحوّة. الحنين. كلّها مفرّدات شكلّت الرواية، وشكلّت قبلها ذاك
العصر الذي يحاول باتشيكو إعادته للوجود.
***
"الزمن الذي يدمّر كلّ الأشياء"
حاوَل
باتشيكو في شعره أن يقتنص اللحظة، يمسكها، يسجلّها بكلمات تحفظها من أن
تضيع وسط صخب المدينة وزيف التاريخ ومرور الزمن. حاول أن يوقف قليلا عقارب
الساعة ليتأمّل في قيمة لحظات تتوه منّا. أراد أن يترك ذكرى. أراد أن يقتنص
الجمال دون أن يقع في فخ الانبهار. ووصل في النهاية إلى المساحة، التّي
يُدرك فيها فيمة ما يذهب فيقترب منه، فيقوى ويزداد وجودًا وحضورًا.
في الموسم الأخير
كل الأشياء
تُظهر
فضيلتها في التغيّر
في عدم البقاء
كلّ شيء ينتهي
ويودّعنا
يقول لنا العالم:
"أنت لم تعد تنتمي إلى هنا،
لم نعد نعرّفك
كواحدٍ منّا
ما اعتقدتَ أنّه ملكك؛
كان قرضًا
الآن
عليك إرجاعه".
في
شعر باتشيكو لا يوجد حُزن، بل ذاكرة نقديّة. "موضوعي الوحيد هو ما لم يعد
موجودًا/ وهوَسِي اسمُه ‘المفقود’ / جوقتي النابضة لا شيء آخر / وعلى الرغم
من هذا أحبّ التغيير الدائم / هذه الثواني المختلفة الواحدة تلو الأخرى /
لأن بدونها ما نسمّيه الحياة/ سيصبح من الحجارة".
*****
في
مركز ثيربانتس في مدريد، صناديق سريّة، يترك فيها مشاهير الثقافة
الإسبانية وعظماؤها – باختيارهم- تذكارات؛ ولا تُفتح هذه الصناديق إلا في
الموعد الذي يختاره المُودِع. في إبريل 2010، تَرَك باتشيكو هناك تذكارا،
وطلب أن يُفتح صندوقه بعد مائة عام. قال: " تركتُها حتّى يعرف من يفتح هذا
بعد مائة عام من كنتُ؛ لإنني لا أعتقد أن أحدًا سيتذكّر أعمالي".
***
هل سيهمنا شعر باتشيكو المحب لوطنه البعيد عنّا؟
لنختم
المقال بواحدة من ثلاث قصائد كانوا آخر ما نشر باتشيكو في مجلّة جامعة
المكسيك الوطنيّة في 2009. القصيدة عنوانها "المشرحة"، وستجيب وحدها على
السؤال عن عالميّة الشعر ووحدته. كلّنا هنا في نفس الجحيم، كلنّا لدينا نفس
المخاوف. باتشيكو كان يخشى النسيان؛ كلّنا نخشى النسيان.
الجوّ ليس حارًا في هذه المنطقة من الجحيم.
لقد عاد الموتى إلى عصر الجليد
ربما، لو تركناهم هنا،
سيعودون خالدين
مرعبة الحياة من فوق قبّة الموت.
أمن أجل هذا وُلدنا؟
نتسائل
مع تدنيس المشرحة ووضع
لافتة تحذير في الجثث
ربمّا يُساء فهم هذا:
من الرحمة
ما تظهره وجوههم الغاضبة.
_______________
كل الاقتباسات في المقال لباتشيكو
****
نُشِر في أخبار الأدب الأحد 16 فبراير.